مدراء المدارس كمدربين

من أهم وظائف مدراء المدارس في المجالين الفني والإداري تنمية موظفي المدرسة مهنيًا، ولكي يستطيع مدراء المدارس القيام بهذه المهمة عليهم تنمية أنفسهم في جانب مهم ألا وهو جانب التدريب لذا لا بد من التعرف على جوانب عدة لتعزيز مهارة التدريب لدى مدراء المدارس لتنفيذ تدريباتهم بفاعلية من خلال توظيف أساليب تدريب وتيسير تُسهم في إيجاد بيئة تدريبية تفاعلية في بيئات المدارس الخاصة والمدارس الحكومية بين المعلمين والإدارين ومدراء المدارس/ المدربين بهدف تطوير المدارس بشكل عام وتطوير الكوادر البشرية بشكل خاص.

من المهم تسليط الضوء على مدى اهتمام وزارة التربية والتعليم بجانب التدريب في مديريات التربية بشكل عام والمدارس بشكل خاص، إذ يستهدف ميدان التعليم والتعلم اليوم إعداد مدير مدارس/ مديرة مدارس أكفاء في المجال التربوي وهذا لا يعني إعداد التربويين فقط بل تأهيل مدراء للقيام بتدريب فرق المعلمين والإداريين في المدارس الأساسية والثانوية الأردنية، مما يساهم في رفع المهارات وزيادة الخبرات التي لديهم وإثرائها من خلال تطبيق برنامج أو برامج ضمن مجال التعليم والتدريب،ويمكن بدء التطبيق في بداية العام الدراسي أو أثناء العام الدراسي أو في نهايته مع الحرص على توافق هذه البرامج مع معايير المعلمين التي أقرتها وزارة التربية والتعليم.

ومن وجهة نظر أخرى يقع على عاتق مدراء المدارس/ المدربين مسؤولية التطوير المدرسي من خلال وضع خطة واضحة للتدريب تناسب الفرق المدرسية (المعلمون، الاداريون) مع مراعاة اختيار وتحديد حاجات الفئة المستهدفة بهدف دعم أدائهم وليس بهدف تقويم أدائهم.

 لذا ما رأيكم أن تتعرفوا على أسلوب قد يبدو بسيطًا لكنه في الحقيقة يحتاج تطبيقه إلى المعرفة بتعليماته وخطواته الخاصة لتتحقيق النتاجات من وراء استخدامه؟

سيتم تسليط الضوء في مقال التدريب ومدراء المدارس على أسلوب العصف الذهني لغايات استخدامه في ورشاتهم التدريبية التي يقومون بعقدها لغايات تدريب كل من الكادر الإداري والتعليمي في مدارسهم. 

والسؤال هنا متى يستخدم مدراء المدارس أسلوب العصف الذهني في الورشات التدريبية التي تُعقد مع المعلمين؟

يتم استخدام أسلوب العصف الذهني كأسلوب للتفكير الجماعي أو الفردي بين مجموعة من المدارس والمعلمين والإداريين لإيجاد حلول لمشكلات عملية وتوليد وابتكار العديد من الأفكار المُهمة والإبداعية أيضًا؛ لأن هذا الأسلوب ببساطة يعطي الجميع فرصة التفكير بحرية والشعور بالآمان عند مشاركة وتبادل الأفكار مع الآخرين.

أولًا: ما المقصود بالعصف الذهني؟

وضع الذهن في حالة من الإثارة والجاهزية للتفكير في كل الاتجاهات لتوليد أكبر قدر من الأفكار حول مشكلة أو موضوع مطروح، بحيث يُتاح لجميع الأفراد جو من الحرية يسمح بتبادل ومشاركة كل الآراء والأفكار .

ثانيًا: أهداف توظيف أسلوب العصف الذهني في ورشات العمل

  • تفعيل دور المشاركين في المواقف التدريبية.
  • تحفيز المشاركين على توليد الأفكار الإبداعية حول موضوع معين، من خلال البحث عن إجابات صحيحة أو حلول ممكنة للقضايا التي تعرض عليهم.
  • توجيه المشاركين لاحترام وتقدير آراء الآخرين.
  • تشجيع المشاركين على الاستفادة من أفكار الآخرين من خلال تطويرها والبناء عليها.

ثالثاً: مبادئ العصف الذهني

  • عدم التقييم: لا يجوز  الحكم على الأفكار أوتقييمها خاصة في المرحلة الأولى من الجلسة لأن نقد أو تقييم أي فكرة بالنسبة للمشاركين سوف يُفقدهم الرغبة في المتابعة ويصرف انتباههم عن محاولة الوصول إلى فكرة أفضل ولأن الخوف من النقد والشعور بالتوتر يعيقان التفكير الإبداعي. 
  • إطلاق حرية التفكير: أي التحرر مما قد يعيق التفكير الإبداعي وذلك للوصول إلى حالة من الاسترخاء وعدم التحفظ مما يزيد من انطلاق القدرات الإبداعية نحو التخيّل وتوليد الأفكار في جو لا يشوبه الحرج من النقد والتقييم، ويستند هذا المبدأ إلى أن الأخطاء غير الواقعية الغريبة والطريفة قد تثير أفكارًا أفضل عند الأشخاص الآخرين.
  • الكم قبل الكيف: أي التركيز في جلسة العصف الذهني على توليد أكبر قدر من الأفكار بغض النظر جودتها، فالأفكار غير المنطقية أو الغريبة مقبولة ويستند هذا المبدأ على الافتراض بأن الأفكار والحلول المبدعة للمشكلات تأتي بعد عدد من الحلول غير المألوفة والأفكار الأقل أصالة.
  • البناء على أفكار الآخرين: أي جواز تطوير أفكار الآخرين والخروج بأفكار جديدة فالأفكار المقترحة ليست حكرًا على أصحابها فهي حق مشروع للمشاركين لتعديلها وتوليد أفكار أخرى منها.

رابعًا: آليات جلسة العصف الذهني

هناك أكثر من آلية يمكن من خلالها تنفيذ جلسة العصف الذهني منها:

  • تناول الموضوع كاملًا من قِبَل جميع المشاركين في وقت واحد بحيث لا يزيد عددهم على العشرين.
  • إذا زاد عدد المشاركين على العشرين يمكن تقسيمهم إلى مجموعات، ومطالبة كل مجموعة بتناول الموضوع بكامله، ثم تُجميع الأفكار من المجموعات حذف الأفكار المكررة.
  • تقسيم الموضوع إلى أجزاء وتقسيم المشاركين إلى مجموعات وتكليف كل مجموعة بتناول جزء من الموضوع ثم تجميع أفكار المجموعات لتشكل أجزاء الموضوع بكامله.

خامسًا: خطوات جلسة العصف الذهني

تمر جلسة العصف الذهني بعدد من المراحل ويجب توخّي الدقة في أداء كل منها على الوجه المطلوب لضمان نجاحها وتتضمن هذه المراحل الآتي:

  1. تحديد ومناقشة المشكلة (الموضوع): قد يكون بعض المشاركين في ورشات العمل من المعلمين الذين على علم تام بتفاصيل الموضوع في حين يكون لدى البعض الآخر فكرة بسيطة عنه وفي هذه الحالة المطلوب من المدراء/ المدربين تزويد المشاركين من الكادر الإداري أو التعليمي بالحد الأدنى من المعلومات عن الموضوع لأن إعطاء الكثير من التفاصيل قد يُحدد ويؤطر تفكيرهم ويحصره في مجالات ضيقة محددة.
  2. إعادة صياغة الموضوع: يُطلب من المشاركين في هذه المرحلة الخروج من نطاق الموضوع على النحو المعروف به وتحديد أبعاده وجوانبه المختلفة من خلال إعادة صياغة الموضوع وذلك عن طريق طرح الأسئلة المتعلقة بالموضوع وهنا لا بد من كتابة هذه الأسئلة في مكان واضح للجميع.
  3. تهيئة جو الإبداع والعصف الذهني: يحتاج المشاركون في جلسة العصف الذهني إلى تهيئتهم للجو الإبداعي وتستغرق عملية التهيئة حوالي خمس دقائق يقوم المشاركون على الإجابة من خلالها عن سؤال أو أكثر مطروح من قبل المدراء/ المدربين.
  4. العصف الذهني: يقوم المدراء/ المدربون بكتابة السؤال أو الأسئلة التي وقع عليها الاختيار بإعادة صياغة الموضوع ثم يطلب من المشاركين تقديم أفكارهم بحرية على أن يقوم المدراء/ المدربون بتدوينها بسرعة على اللوح أو على صحيفة عمل في مكان بارز للجميع مع ترقيم الأفكار حسب تسلسل ورودها مع إمكانية دعوة المشاركين إلى التأمل بالأفكار المعروضة وتوليد المزيد منها.
  5. تحديد أغرب فكرة: يُمكن للمدراء/ المدربين توجيه المشاركين لاختيار أغرب الأفكار المطروحة وأكثرها بعدًا عن الأفكار الأخرى وعن الموضوع ويطلب منهم أن يفكروا كيف يمكن تحويل هذه الأفكار الغريبة إلى أفكار عملية مفيدة. عند انتهاء الجلسة يشكر المدرب المشاركين على مساهماتهم المفيدة.

في نهاية المقال، لا بد من الإشارة إلى أن تدريب المدراء لكوادرهم الإدارية والتعليمية يحتاج منهم توظيف العديد من أساليب التدريب والتيسير؛ لذا ما زال في جُعبة مدونة الكادر العربي سلسلة من المقالات المتعلقة بالأساليب التدريبية اللازمة للمدراء كمدربين للنجاح في ورشاتهم التدريبية التي يتم عقدها للفريق الإداري أو التعليمي في المدارس، فلا تترددوا بمشاركة هذه المقالات مع زملائكم.

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع